أخبار وتقارير

إخلاء اللواء الثالث مشاة جبلي من مأرب تمهيداً لإلغاء وتوزيع منتسبيه

يمنات – الشارع

أخلى جنود اللواء الثالث مشاة جبلي, أمس, معسكرهم الكائن في مدينة مأرب, وعادوا إلى منازلهم, بعد أن تم منحهم إجازة لمدة 6 أشهر من قبل اللجنة التي شكلت مؤخرا من قبل رئيس الجمهورية ووزير الدفاع.

وقالت لـ"الشارع" مصادر عسكرية متطابقة إن اللجنة العسكرية المكلفة أنهت, أمس, مهمة استلام ما كان بعهدة اللواء الثالث مشاة جبلي من أسلحة ومعدات حربية, وسلمت مهمة حراسة معسكر اللواء لسرية عسكرية من اللواء 14 مدرع, وهي السرية التي رافقت اللجنة في مهمتها داخل اللواء.

وأوضحت المصادر أن كافة منتسبي اللواء الثالث مشاة جبلي, بدؤوا, منذ صباح أمس, مغادرة موقع المعسكر, فرادي وجماعات, بعد أن أعطتهم اللجنة إجازة لمدة 6 أشهر يتم خلالها صرف مرتباتهم من داخل مقر وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء.

وأفادت هذه المصادر بأن اللجنة, التي وصلت مغرب أمس الأول إلى اللواء الثالث مشاة جبلي, بدأت فور وصولها بممارسة عملها الذي انتهت منه صباح أمس, بترحيل  كل منتسبي اللواء, باستثناء أمناء المخازن والمستودعات, وسائقي العربات, وكلفت مهمة حراسة ممتلكات اللواء للسرية التي رافقتها من اللواء 14 مدرع.

وأكدت المصادر ذاتها أن قراراً رئاسياً غير معلن كان قد صدر, الأحد الماضي, بتكليف لجنة عسكرية, يرأسها العميد الركن عبد الباري الشميري, نائب رئيس هيئة الأركان, وعضوية كل من أمين الوائلي, رئيس أركان المنطقة العسكرية الثالثة, والعميد الركن عبد الرب الشدادي, قائد اللواء 312 مدرع.

وأكد لـ"الشارع" مصدر عسكري في مأرب أنه سيتم توزيع منتسبي اللواء الثالث مشاة جبلي, والذين يقارب عددهم 1500 جندي, على كافة الوحدات العسكرية في الجمهورية.

 وقال المصدر العسكري, الذي فضل عدم ذكر اسمه, إن عددا من جنود اللواء عند سماعهم بتوجيهات رئيس الجمهورية, القاضية بإخلاء اللواء, توجهوا, صباح أمس, إلى العاصمة صنعاء, قاصدين وزارة الدفاع؛ لكن المصدر أوضح أنه لا يعرف سبب ذلك.

وتحدث للصحيفة عدد من جنود اللواء بأنهم ملزمون بتنفيذ أوامر رئيس الجمهورية ووزير الدفاع؛ إلا أنهم أبدوا تخوفهم من أن يتم اعتقالهم, والغدر بهم, خصوصاً أن هناك قائمة بمجموعة من زملائهم الجنود تطالب وزارة الدفاع بإلقاء القبض عليهم.

وفيما تحدث الجنود عن عددا من زملائهم فضلوا ترك الجيش والبحث عن عمل أخر؛ قالوا إن لديهم معلومات مؤكدة عن أن رئيس الجمهورية ووزير الدفاع كانا رافضين لفكرة نقلهم أو توزيعهم, إلا أن عضو اللجنة العسكرية, اللواء الركن فضل القوسي, ظل يلح عليهما وأقنعهما بفكرة التوزيع.

وترددت, أمس, معلومات غير مؤكدة تقول أن سبب وجود قائد اللواء 312 مدرع, الشدادي, في اللجنة, هو لاستلام مقر اللواء الثالث مشاة جبلي, ليحل محله أحد المعسكرات التابعة له, والذي يقع في منطقة "فرضة نهم" بمحافظة صنعاء, والذي ستحل محلة قوة عسكرية من المنطقة العسكرية المركزية.

جنود من الأمن العام والمركزي والقوات الخاصة, وبعض أصحاب المحلات التجارية في مدينة مأرب, قالوا لـ"الشارع" إنهم شاهدوا جنود الشرطة العسكرية, منذ صباح أمس, مدججين بالأسلحة وصواريخ "لو" ويستعرضون العضلات داخل مدينة مأرب, مرددين الزوامل والشعارات الاستفزازية ضد أفراد اللواء الثالث مشاة جبلي.

وبدأت مشكلة اللواء الثالث مشاة جبلي, في شهر فبراير من العام الحالي, عندما قاموا بطرد رئيس أركان اللواء عبد الغني الصبحي, بسبب وشايته بأحد زملائهم برتبة مساعد, ويدعى وليد مشلي الحاشدي, والذي تم حبسه في القوات الخاصة لمدة 20 يوماً.

وقام جنود اللواء الثالث حينها بقطع خط مأرب صنعاء, واحتجزوا أكثر من 100 ناقلة للنفط والغاز, مما اضطر وزارة الدفاع الرضوخ لمطالبهم والإفراج عن زميلهم المعتقل, ونقله على مروحية إلى داخل معسكر اللواء, حيث تم استقباله من قبل زملائهم الجنود بعرض عسكري, ومنحوه رتبة عميد ركن ونصبوه قائداً عليهم.

وظلت الأمور داخل اللواء الثالث على هذا الحال, حتى صدور قرار تقسيم المناطق العسكرية, وجرى تعيين العميد الركن منصور علي عايض, قائدا للواء؛ لكنه غادر اللواء بصورة مفاجئة بعد ثلاثة أيام من استلامه مهامه, والتي وقع فيه عدد من الجنود وأصيب 17 آخرون, وهو الأمر الذي أدى إلى خروج جنود اللواء بشكل عفوي والسيطرة على كل مداخل ومخارج محافظة مأرب, ومنعوا دخول السلاح إليها.

ودخل بعدها جنود اللواء الثالث مشاة جبلي في حالة توتر ومشاكل مع القبائل في مدينة مأرب, بسبب منع دخول السلاح إليها, وأصبحت بعدها مدينة مأرب ولأول مرة مدينة خالية من السلاح.

وتطورت الأمور فيما بعد بشكل أوسع داخل المدينة, حيث وقعت اشتباكات بين جنود من اللواء الثالث, ونجل قائد فرع الشرطة العسكرية, أدت إلى إصابته ومرافقيه, وكردة فعل لذلك قامت الشرطة العسكرية, في نفس اليوم, باحتجاز 12 جندياً من جنود اللواء, واستهدفوا طقما عسكريا يتبع اللواء عندما كان يمر على الخط الرئيسي وأدى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين كانوا على متنه.

وعلى إثر ذلك, خرجت وحدات عسكرية من اللواء 13 والقوات الخاصة والأمن المركزي في مدينة مأرب, لمنع وصول جنود اللواء الثالث مشاة جبلي إلى مقر فرع الشرطة العسكرية, وبعدها تواصلت اللجنة المشكلة من وزارة الدفاع إلى إقناع اللواء الثالث بالانسحاب من داخل المدينة, وتسليم النقاط للأمن العام والأمن المركزي والقوات الخاصة.

لكن الأمور في مدينة مأرب لم تكد تهدأ حتى عادت من جديد بعد حادث مقتل الرائد علي أحمد طريق برصاص جنود موقع يتبع اللواء 14 مدرع.

وبعد هذا الحادث بيوم واحد هاجم مسلحون قبليون ينتمون لقبيلة "مراد" بوزة ماء تتبع اللواء الثالث وقتلوا جنديا, واعتدوا بالضرب المبرح على آخر, وحاولوا أسره؛ إلا أن شيخ قبيلة "الأشراف" تدخل لتخليصه من بين أيدي المسلحين, وطردهم من المكان.

وفي نفس ذلك اليوم, عاد جنود اللواء الثالث للسيطرة على مدخل ومخارج مدينة مأرب, وظلت الأمور على هذا الحال حتى مساء أمس.

زر الذهاب إلى الأعلى